فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن القيم:

قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ}
فشبه تعالى أعمال الكفار في بطلانها وعدم الانتفاع بها برماد مرت عليه ريح شديدة في يوم عاصف فشبه سبحانه أعمالهم في حبوطها وذهابها باطلا كالهباء المنثور لكونها على غير أساس من الإيمان والإحسان وكونها لغير الله عز وجل وعلى غير أمره برماد طيرته الريح العاصف فلا يقدر صاحبه على شيء منه وقت شدة حاجته إليه فلذلك قال: {لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ} لا يقدرون يوم القيامة مما كسبوا من أعمالهم على شيء فلا يرون له أثرا من ثواب ولا فائدة نافعة فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه موافقا لشرعه والأعمال أربعة فواحد مقبول وثلاثة مردودة فالمقبول: الخالص الصواب فالخالص أن يكون لله لا لغيره والصواب أن يكون مما شرعه الله على لسان رسوله والثلاثة مردودة ما خالف ذلك.
وفي تشبيهها بالرماد سر بديع وذلك للتشابه الذي بين أعمالهم وبين الرماد في إحراق النار وإذهابها لأصل هذا وهذا فكانت الأعمال التي لغير الله وعلى غير مراده طعمة للنار وبها تسعر النار على أصحابها وينشئ الله سبحانه لهم من أعمالهم الباطلة نارا وعذابا كما ينشئ لأهل الأعمال الموافقة لأمره ونهيه التي هي خالصة لوجهه من أعمالهم نعيما وروحا فأثرت النار في أعمال أولئك حتى جعلتها رمادا فهم وأعمالهم وما يعبدون من دون الله وقود النار. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {ويأتيه الموتُ في كل مكان..} الآية.
يُفهم من ظاهره موتُ الكافر في النار.
وقوله: {وما هو بميت} يُصرِّح بنفي ذلك.
والجواب: أن معنى: {ويأتيه الموت}، أي أسبابه المقتضية له عادة، إلا أن الله يُمسك روحه في بدنه مع وجود ما يقتضي موته عادة.
وأوضح هذا المعنى بعض المتأخرين ممن لا حُجة في قوله: بقوله:
ولقد قتلتك بالهجاء فلم تمت ** إن الكلاب طويلة الأعمار

. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: بسم الله أي باسم الذات وهو الاسم الأعظم ابتدأت بخلق عالم الدنيا. إظهار الصفات الرحمانية التي هي للمبالغة لاشتراك الحيوان والجماد والمؤمن والكافر في الرحمة، وبخلق عالم الآخرة إظهار الصفة الرحيمية لاختصاصها بالمؤمنين خاصة. قوله: {الر} أي بآلائي وبلطفي إن القرآن أنزلناه إليك لتخرج الناس بدلالة نوره من ظلمات عالم الطبيعة والكثرة إلى نور عالم الروح والوحدة. {بإذن ربهم} الذي يربيهم هو لا أنت. وفي قوله: {إلى صراط} إشارة إلى أن القرآن هو طريق الوصول إلى من احتجب بحجب العزة والمحمدة واستتر بأستار مظاهر القهر واللطف. وفي الاختتام بقوله: {الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} إشارة إلى أن من بقي في أفعاله وهي المكونات لم يصل إلى صفاته، ومن بقي في صفاته لم يصل إلى ذاته، ومن وصل إلى ذاته بالخروج عن أنانيته إلى هويته انتفع بصفاته وأفعاله.
{وويل للكافرين} من شدة ألم الانقطاع عن الله. ثم أخبر أن الكافر الحقيقي هو الذي قنع بالإيمان التقليدي فأقبل على الدنيا وأعرض عن المولى فضل وأضل. {إلا بلسان قومه} أي يتكلم معهم بلسان عقولهم. {ولقد أرسلنا} بواسطة جبريل الجذبة {موسى} القلب بآيات عصا الذكر واليد البيضاء من الصدق والإخلاص. {أن أخرج قومك} وهم الروح والسر والخفي من ظلمات الوجود المجازي إلى نور الوجود الحقيقي {وذكرهم بأيام الله} التي كان الله ولم يكن معه شيء وهو بحبهم بلاهم {إن في ذلك} التذكير {لآيات} في نفي الوجود {لكل صبار} بالله مع الله من غير الله: {شكور} لنعمة الوجود الحقيق ببذل الوجود المجازي {ولئن شكرتم} بالطاعة {لأزيدنكم} في تقربي إليكم، لأزيدنكم في محبتي لكم، ولئن شكرتم في محبتي لكم لأزيدنكم في الخدمة، ولئن شكرتم في الخدمة لأزيدنكم في الوصول، ولئن شكرتم في الوصول لأزيدنكم في التجلي، ولئن شكرتم في التجلي لأزيدنكم في الفناء عنكم، ولئن شكرتم في الفناء لأزيدنكم في البقاء، ولئن شكرتم في البقاء لأزيدنكم في الوحدة، {ولئن كفرتم} نعمتي في المعاملات كلها {إن عذابي} قطيعتي {لشديد} {وقال موسى} القلب {إن تكفروا أنتم} أيها الروح والسر والخفى بالإعراض عن الحق والإقبال على الدنيا بتبعية النفس ومن في أرض البشرية من النفس والهوى والطبيعة. {يدعوكم} من المكونات إلى الملكوت {ليغفر لكم} بصفة الغفارية {من ذنوبكم} التي أصابتكم من حجب عالم الخلق {ويؤخركم} في التخلق بأخلاقه {إلى أجل مسمى} هو وقت الفناء في الذات {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} للتوكل مقامات: فتوكل المبتدىء قطع النظر عن الأسباب في طلب المرام ثقة بالمسبب، وتوكل المتوسط قطع تعلق الأسباب بالمسبب، وتوكل المنتهي قطع تعلق ما سوى الله والاعتصام ببابه. {لمن خاف مقامي} وهو مقام الوصول إليّ فإن هذا مقام الأخص، وأما خوف الخواص فعن مقام الجنة، وخوف العوام عن مقام النار {وخاف وعيد} القطيعة واستنصر القلب والروح من أمر الله على النفس والهوى. {من وراثه} أي قدام النفس في متابعة الهوى {جهنم} الصفات الذميمة {ويسقى من ماء صديد} هو ما يتولد من الصفات والأخلاق من الأفعال الرذيلة، يسقى منه صاحب النفس الأمارة {يتجرعه} بالتكلف {ولا يكاد يسيغه} لأنه ليس من شربه {يأتيه} أسباب {الموت من كل مكان} من كل فعل مذموم {ومن ورائه عذاب غليظ} هو عذاب القطيعة والبعد والله أعلم بالصواب. اهـ.

.تفسير الآيات (19- 21):

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذكر الآخرة في أول السورة، ذكر ما هو ثابت لا نزاع فيه، ثم جرّ الكلام إليه هنا على هذا الوجه الغريب، وأتبعه مثل أعمال الكفار في الآخرة، أتبع ذلك الدليل عليه وعلى أنه لا يسوغ في الحكمة في أعمال الضلال إلا الإبطال فقال: {ألم تر أن الله} أي الذي أحاط بكل شيء علمًا وقدرة {خلق السماوات} على عظمها وارتفاعها.
{والأرض} على تباعد أقطارها واتساعها {بالحق} بالأمر الثابت من وضع كل شيء منها في موضعه على ما تدعو إليه الحكمة لا بالخيال والتمويه كالسحر، ومن المعلوم أنهما ظرف، ولا يكون المظروف الذي هو المقصود بالذات إلا مثل ظرفه أو أعلى منه، فكيف يظن أنه يخلق شيئًا فيهما سدى بأن يكون باطلًا فلا يبطله، أو حقًا فلا يحقه، أم كيف يتوهم أنه- مع القدرة على إخراجهما من العدم وهما أكبر خلقًا وأعظم شأنًا- لا يقدر على إعادة من فيهما وهم أضعف أمرًا وأصغر قدرًا، أو خلقهما بسبب الحق وهو إعادة الناس إعادة يثبتون بها ويبقون بقاء لا فناء بعده، فتسبب عن ذلك أنه عظيم القدرة، فهو بحيث {أن يشأ يذهبكم} أي بنوع من أنواع الإذهاب: الموت أو غيره {ويأت بخلق جديد} غيركم أو يأت بكم بعد أن فنيتم بحيث تعودون- كما أنتم- خلقًا جديدًا؛ والجديد: المقطوع عنه العمل في الابتداء، وأصله القطع، فالجد أب الأب، انقطع عن الولادة بالأب، والجد ضد الهزل، يقطع به المسافة حسًا أو معنى {وما ذلك} الإذهاب والإتيان على عظمه {على الله} أي الملك الأعلى {بعزيز} وهو الممتنع بوجه من وجوه الامتناع لأنه ليس مثل خلق السماوات والأرض فضلًا عن أن يكون أعظم منه، فلا وجه لقولكم {هل ندلكم على رجل ينبئكم} [سبأ: 7]، الآية لأن من قدر على جميع الممكنات لا اختصاص له بمقدور دون مقدور، فثبت بهذا إبعادهم في الضلال الموجب لهلاك أعمالهم- التي هي أسبابهم- الموجب لهلاكهم.
ولما ثبت بهذا البرهان قدرته على الإعادة بعد الموت، عطف على قوله: {لا يقدرون مما كسبوا على شيء} [إبراهيم: 18] قوله- بيانًا لهو أن البعث عنده وسهولته عليه-: {وبرزوا} أي في ذلك اليوم، عبر بصيغة المضي الذي وجد وتحقق، لأن أخبار الملوك يجب تحققها لقدرتهم وغناهم عن الكذب، فكيف بملك الملوك! وفيه من هز النفس وروعتها ما ليس في العبارة بالمضارع لمن تأمل المعنى حق التأمل {لله} أي الملك الأعظم {جميعًا} فكانوا بحيث لا يخفى منهم خافية على ما هو متعارفهم، لأنه لا ساتر لهم، فإن البروز خروج لشيء عما كان ملتبسًا به إلى حيث يقع عليه الحس في نفسه، وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون من العذاب، فتقطعت بهم الأسباب {فقال الضعفاء} أي الأتباع من أهل الضلال بسبب علمهم أنهم في القبضة لا ملجأ لهم، تبكيتًا لرؤسائهم وتوبيخًا، تصديقًا لقوله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف: 67] {للذين استكبروا} أي طلبوا الكبر وادعوه فاستتبعوهم به حتى تكبروا على الرسل وأتباعهم ولم يكن لهم ذلك.
{إنا كنا} أي كونًا هو كالجبلة {لكم تبعًا} أي تابعين أو ذوي تبع فكنتم سبب ضلالنا، وقد جرت عادة الأكابر بالدفع عن أتباعهم المساعدين لهم على أباطيلهم {فهل أنتم مغنون} أي دافعون {عنا من عذاب الله} أي الذي له العظمة كلها فلا يطاق انتقامه، وأبلغوا بعد التبعيض ب {من} الأولى في التقليل، فقالوا: {من شيء} كأن العذاب كان محتاجًا إلى أخذهم فأغنوه بشيء غيرهم حتى يجاوزهم لو دفعوه عنهم، فكأنه قيل: إن ذلك لعادة الرؤساء، فماذا قالوا؟ فقيل: {قالوا} علمًا منهم بأنه لا طاقة لهم على نوع من أنواع التصرف: لا نغني عنكم شيئًا، بل كل مجزي بما فعل، علينا إثم ضلالنا في أنفسنا وإضلالنا لكم، وعليكم ضلالكم وذبكم عنا وتقويتكم لجانبنا حتى استكبرنا فاستغرقنا في الضلال، ولو أن الله هداكم حتى تبعتم الأدلة التي سمعتموها كما سمعناها وتركتمونا، لكسر ذلك من شدتنا وأوهى من شوكتنا، فكان ربما يكون سببًا لهدايتنا كما أنه {لو هدانا الله} أي المستجمع لصفات الكمال {لهديناكم} فكان يكون لنا جزاء اهتدائنا وهدايتنا لكم، ولكم جزاء اهتدائكم وتقويتكم لنا على ذلك، ولكنه لم يهدنا فضللنا وكنتم لنا تبعًا فأضللناكم.
ولما كان الموجب لقولهم هذا الجزع، قالوا: {سواء علينا} أي نحن وأنتم {أجزعنا} والجزع: انزعاج النفس بورود ما يغم {أم صبرنا} لا فائدة لنا في واحد منهما لأن الأمر أطم من ذلك فإنه {ما لنا من محيص} يصلح للمصدر والزمان والمكان، أي محيد وزوال عن المكروه على كلا التقديرين، فلم يبق في الجزاء إلا زيادة العذاب بسوء القالة وانتشار السبة، وهذا الاستفهام ليس على بابه، بل المراد به التنبيه على أنه حالهم مما ينبغي السؤال عنه وترديد الأمر فيه لينتهي عن مثله. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{الرياح} على الجمع: أبو جعفر ونافع. الباقون على التوحيد {خالق السموات والأرض} بلفظ اسم الفاعل: حمزة وعلي وخلف. الباقون بلفظ الفعل. {سبلنا} بإسكان الباء حيث كان: أبو عمرو {لي عليكم} بفتح الياء: حفص. {بمصرخي} بكسر الياء: حمزة. الآخرون بالفتح {أشركتموني} بالياء في الحالين: سهل ويعقوب وابن شنبوذ عن قنبل، وافق عمرو ويزيد وقتيبة وإسماعيل في الوصل {البوار} ممالة: أبو عمرو وعلي: {ليضلوا} بفتح الياء: ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب. الباقون بضمها. {لعبادي الذين} مرسلة: الياء: ابن عامر وحمزة وعلي ويعقوب والأعشى. الباقون بالفتح. {من كل} بالتنوين: يزيد وعباس. الباقون بالإضافة.

.الوقوف:

{عاصف} ط بناء أن ما بعده مستأنف كأن سائلًا سأل هل يقدرون من أعمالهم {على شيء} ط {البعيد} o {بالحق} ط {جديد} o لا لأن ما بعده يتم معنى الكلام {بعزيز} o {من شيء} ط {لهديناكم} ط {محيص} o {فأخلفتكم} ط {فاستجبتم لي} ج لاختلاف الجملتين {أنفسكم} ط لابتداء النفي {بمصرخي} ط الحق أن من قال إن الابتداء بقوله: {إني كفرت} قبيح فجوابه أن الكفر بالإشراك واجب كالإيمان {من قبل} ط {أليم} o {بإذن ربهم} ط {سلام} o {في السماء} o لا {ربها} ط {يتذكرون} o {من قرار} ط {وفي الآخرة} ج لتكرار اسم الله تعالى في الفعلين مع أن كليهما مستقل بخلاف قوله: {ويفعل الله} لأنه في المعنى بيان قوله: {ويضل الله} {وما يشاء} o {البوار} لا {جهنم} ج لأن ما بعده يصلح استئنافًا أو حالًا من فاعل {أحلوا} أو م مفعوله أو من كليهما {يصلونها} ط {القرار} o {عن سبيله} ط {إلى النار} o {ولا خلال} o {رزقًا لكم} ط {بأمره} ج {الأنهار} ج {دائبين} ج {والنهار} ج لحسن هذه الوقوف مع العطف لتفصيل النعم تنبيهًا على الشكر {سألتموه} ط لابتداء الشرط مع تمام الكلام {لا تحصوها} ط {كفار} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)}.
اعلم أنه تعالى لما تمم هذا المثال قال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله خَلَقَ السموات والأرض بالحق} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
وجه النظم أنه تعالى لما بين أن أعمالهم تصير باطلة ضائعة، بين أن ذلك البطلان والإحباط إنما جاء بسبب صدر منهم وهو كفرهم بالله وإعراضهم عن العبودية فإن الله تعالى لا يبطل أعمال المخلصين ابتداء، وكيف يليق بحكمته أن يفعل ذلك وأنه تعالى ما خلق كل هذا العالم إلا لداعية الحكمة والصواب.